“فرح وقلق وترقب” غدا العودة الحضورية للابتدائي ورياض الأطفال فأخبرنا عن شعورك

قررت وزارة التعليم السعودية العودة للنظام الحضوري في كافة المراحل التعليمية، ففي يوم غدا الأحد تكتمل كافة مدارس المملكة بطلابها من جميع المراحل، لتعود الحياة الدراسية الطبيعية التي توقفت لفترة طويلة نظرا لظروف الجائحة والإجراءات التي فرضتها المملكة العربية السعودية للحفاظ على البلاد أمنه من خطر الجائحة.

فرح وقلق وترقب مع العودة الحضورية :

مع اقتراب العودة تختلط مشاعر الطلاب بين مشاعر الفرح للعودة للمدرسة، وما بها من ذكريات قطعتها أوقات التعليق، ذكريات تعيش مع الطلاب طيلة الحياة، ففيها الرفقة والصحبة الذين يغيرون طعم الأيام، فيزيدوها فرحا وابتهاجا فالصداقة الحقيقية والتي ربما تستمر طول العمر تولد في المدرسة، لا خلف أجهزة إلكترونية، لا تنتقل المشاعر خلالها، فالمدرسة بيئة خصبة لتكوين صداقات جديدة واستعادة ما فقدناه من الروابط الحميمية بين الطلاب.

وفيها المعلمون الذين تخلد كلماتهم وتوجيهاتهم وتشجيعهم في ذاكرة طلابهم مهما تقدموا في الحياة، وفيها روح المشاركة والإبداع التي تترعرع بالتنافس بين الطلاب، وبتشجيع أولياء الأمور والمعلمين، وفيها الأنشطة الترفيهية والرياضية التي حرم منها الطلاب لفترة طويلة فانطفأت في داخلهم مشاعر المغامرة والإبداع، وفيها كذلك الرحلات الميدانية للتعرف على أماكن جميلة تمثلها بلادنا الجميلة فتنمي في الطلاب روح الانتماء والوطنية.

فرح وقلق وترقب
فرح وقلق وترقب

أما مشاعر الخوف والترقب فحدث ولا حرج، حيث أننا خلال عامين كاملين لا يخلو منزل في العالم من كلمات ترددت على أذان أطفالها لتشعرهم بالخوف مما هو قادم، وأن الجائحة خلف الأبواب، وأن السبيل الوحيد للحماية هو الجلوس في البيت، “أبقى في منزلك تكن بأمان”، “خليك بالبيت”  وغيرها من الكلمات التي كان يرددها الجميع، وكذلك تنصحنا بها القنوات التليفزيونية، وكافة وسائل الإعلام، فاليوم مطلوب من أولئك الأطفال أن يطووا تلك الصفحة من ذاكرتهم، وأن يتناسوا كل التخويف من الشارع وكذلك من الآخر الذي هو مصدر الخطر.

ليس بالأمر السهل ما يحدث، لكنه ليس مستحيلا فعلى أولياء الأمور الاستماع إلى أبنائهم ليظهروا مشاعرهم المتعلقة بالعودة للمدرسة، وأن يبثوا فيهم روح الطمأنينة، وأنه لن يحدث إلا ما كتبه الله لنا، وأن الالتزام بقواعد الحماية الشخصية أمر لابد منه، وأن العودة للدراسة الحضورية هو الحياة الطبيعية التي عاشها آبائهم والتي تنصح بها كافة المنظمات الصحية العالمية.