كل ما تريد معرفته عن زخة شهب التوأميات والحدث الفلكي ؟

يعتزم الخبراء وعشاق علم الفلك الاستعداد لرصد ومتابعة ظاهرة زخة شهب التوأميات أو الجوزاء، التي من المتوقع أن تضيء السماء بنحو 120 شهابًا متعدد الألوان في الساعة. يشكل هذا المشهد الفلكي الرائع فرصة فريدة في ليلة الغد، الأربعاء، ويستمر حتى فجر الخميس القادم، وفى هذا المقال سوف نعرض لكم كافة التفاصيل عن الحدث الفلكي 

زخة شهب التوأميات

قال الأستاذ الدكتور أشرف تادرس، البروفيسور في علم الفلك بالمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، إن شهب التوأميات تمثل ذروة الزخات الشهابية، ويُفضلها الكثيرون باعتبارها الزخات الشهابية الأفضل والأجمل على مدار السنة، وأكد أن الظروف ستكون مهيأة لرؤية شهاب واحد كل دقيقة، خاصة مع غياب القمر في تلك الليلة، مما يجعل الرؤية مثالية للعديد من الشهب.

وأوضح أن القمر لن يكون مرئيًا في السماء طوال ليلة الأربعاء المقبل، إذ يشير ذلك إلى بداية مرحلة القمر الجديد؛ حيث يشرق القمر مع الشمس ويغرب معها تماما، وبالتالي يكون وجهه المضيء مواجهًا للشمس، في حين يكون وجهه المظلم مواجهًا للأرض، وأشار إلى أن هذه الليلة تُعتبر الأفضل خلال الشهر بشكل عام، وتحظى بتفضيل الفلكيين كثيرًا لرصد الأجسام السماوية الخافتة، مثل المجرات والحشود النجمية ونجوم الكوكبات البعيدة.

تساقط شهب التوأميات 

تسقط الشهب التوأمية بانتظام كل عام في الفترة الممتدة من 7 إلى 17 ديسمبر، حيث تصل ذروتها في ليلة 13 وفجر 14 ديسمبر. تتمتع هذه الظاهرة بأفضل مشاهدة في مكان مظلم تماما، بعيداً عن الإضاءة الساطعة للمدن. يظهر سقوط الشهب من اتجاه كوكبة الجوزاء، وهو ما جعلها تعرف باسم الشهب التوأمية، ورغم ذلك، يمكن مشاهدتها في أي منطقة أخرى في السماء.

تستمد زخة التوأميات من الحطام الغباري الذي يُترك خلفه كويكب فايثون 3200، الذي تم اكتشافه في عام 1982. وعلى العموم، يمكن رؤية الزخات الشهابية بالعين المجردة، شريطة أن يكون هناك ابتعاد عن إضاءة المدينة وأن تكون السماء خالية من السحب والغبار وبخار الماء، ولا تحتاج إلى مناظير أو تلسكوبات فلكية.

تظهر الشهب عندما تعبر الكرة الأرضية خلال دورانها حول الشمس، من خلال التفاعل مع تجمعات كثيفة من الغبار والحصى المتناثرة على مدارات المذنبات والكويكبات. تحدث تصادمات مع أعلى الغلاف الجوي للأرض، حيث يحترق الحطام على ارتفاع يتراوح بين 70 و100 كيلومتر، مما يظهر لنا في شكل شريط ضوء، ويؤدي هذا التفاعل إلى حدوث زخات شهابية تتكرر سنويا.

ويُؤكد أن ظهور هذه الشهب في السماء لا يشكل أي تهديد للإنسان أو لنشاطه اليومي على الأرض، حيث تتحلل في الغلاف الجوي عند ارتفاع يفوق 70 كيلومتراً عن سطح الأرض. ومن ثم، تعتبر مشاهدتها تجربة ممتعة يستمتع بها هواة الفلك والمهتمون بعلوم الفلك والفضاء، الذين يتابعون ويصوّرون هذه الظواهر بشغف.